تحولات العالم العربي في منطقها التاريخي

أتتمخّض تلك الأحداث الممّرة التي تشهدها ساحات رئيسية في العالم العربي عن تحوّلات ما في بنية الاجتماع العربي؟

أم أنّ أثرها لن يتعدّى أثر مرور الطّاعون فلا يخلف سوى الموت والخراب وتفكُّك ما كان متماسكاً من بُنى وما كان مُنجزاً على مختلف المستويات.

أهي عوامل محض داخلية أو محض خارجية حرّكت الوضع المأزوم في تلك البنية منذ أواخر زمن السلطنة العثمانية؟ أم أنها عوامل متداخلة تضافرت فيما بينها فتوالدت وتشعّبَت وأدّى تفاعلها الدّاخلي إلى هذا الانفجار بتلقائيّة؟ أم أن انفجارها تم بفعل محرّكات خارجيّة؟

لم يدّعِ الدكتور فؤاد مرعي في كتابه هذا أنه يقدّم إجابات وافية وصريحة حول هذه الأسئلة التي تبقى تساؤلات مشروعة أمام كل باحثٍ حول الحراك المعاصر، ولكنّه سعى هنا إلى تشريح عدد من الأحداث وما تحتويه من ظواهر ومؤشرات تدلُّ على منطقٍ متناغمٍ فيما بينها، في محاولة لوضعها تحت المجهر، مسلّطاً بذلك الأضواء على أواليات تداخل وتفاعل العوامل المختلفة من سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، الذّاتي منها والمُقحَم عليها من خارجها، لنكون أمام مجموعة من النصوص تضيء على مجمل القضايا الشائكة في عالمنا العربي بكلّ ما تثيره من تساؤلات.

نتمنّى أن يُسهم هذا الكتاب في إغناء حالة النقاش حول ما يعتور مجتمعنا من مشكلات، وفي الدّفع باتجاه وضع الحلول لها. وهو في كلِّ الحالات كتابٌ جديرٌ بالقراءة.

الناشر

معلومات إضافية