الدكتور جمال حمدان : شهيدٌ لم يُنعَ
- التفاصيل
- المجموعة: سياسة
- نشر بتاريخ الإثنين, 15 شباط/فبراير 2016 21:05
- كتب بواسطة: فقيه
- الزيارات: 5731
المفكّر الاستراتيجي الدكتور جمال حمدان: شهيدٌ لم يُنعَ
المفكّر الاستراتيجي العربي والباحث الانتروبولوجي الذي دحض كل ادعاءات اليهود في أصولهم وتاريخهم المزيّف، قتله الموساد في القاهرة وسُرقت أبحاثه ولم يتجرأ أحد على التحقيق في عملية الاغتيال.
هو المفكّر والباحث الاستراتيجي الدكتور جمال حمدان، وهو أحد أهم أعلام الجغرافيا العرب والمصريين في القرن العشرين، ولكنّه أقلّهم شهرة لما تعرّض له على المستوى الشخصي من تهميش واضطهاد، ولما تعرّضت له أعماله من تعتيم، في عهدي السادات ومبارك، لتركيز أبحاثه ودراساته على مناهضة الفكر الصهيوني والدّعائم التي يقوم عليها هذا الفكر حيث توصّل بأبحاثه إلى دحض كل المزاعم الصهيونية حول صلة اليهود المعاصرين باليهود القدامى، وأن احتلال فلسطين من هذه الجماعات ليس سوى عملية اغتصاب استعماريّة لا صلة لها بأي حقٍّ تاريخي يدّعونه.
اسمه بالكامل هو جمال محمود صالح من قبيلة بني حمدان العربية التي نزحت إلى مصر من بلاد الشام، ولد في 4 شباط / فبراير عام 1928 في قرية ناي بمحافظة القليوبية بمصر، ووجدت جثّته نصف محروقة في شقّته الصغيرة بالجيزة في 17 نيسان / ابريل عام 1993. وقد أشاعت الشرطة يومها أنه مات قضاءً وقدراً على الرغم من أن التقرير الطبّي آنذاك أثبت أن الدكتور جمال لم يمت مختنقاً بالغاز، ولا أن الحروق هي التي سبّبت الوفاة لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.وعلى الرغم من ذلك، فقد أقفل محضر القضية وقيّدت ضد مجهول.
وقد بقي سبب وفاة الدكتور جمال حمدان لغزاً في أوساط أصدقائه ومعارفه وحتّى أفراد أسرته خاصة وأنهم اكتشفوا اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابه عن "اليهودية والصهيونية" و يقع في ألف صفحة، والذي كان من المقرّر تسليمه لدار نشر لطباعته في اليوم التالي، مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتبه وأوراقه، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل. وقد بقي هذا اللّغز مهيمناً على القضية حتّى أعلن رئيس المخابرات الأسبق أمين هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل د. حمدان بقصد تقويض جهوده الهادفة إلى كشف زيف ادّعاءات اليهود.
فمن هو هذا المفكّر الذي استشهد في غمرة مقارعته للعدو الصهيوني، ولم يتسنَّ لأصدقائه ومريديه ورفاقه في الجهاد من نعيه وتشييعه كشهيد من شهداء المقاومة؟
سنحاول هنا الإشارة إلى بعض زوايا فكره والإضاءة على عدد من أبحاثه علّنا بذلك نخلّد بطلاً من أبطال المقاومة، ولو كان ذلك بعد زمن طويل على استشهاده.
كتاباته
مع أن ما كتبه جمال حمدان قد نال بعد وفاته بعضاً ممّا يسنحقّ من اهتمام، إلاّ أن المهتمين بفكر جمال حمدان صبّوا جهدهم على شرح وتوضيح عبقريته الجغرافية، متجاهلين في ذلك ألمع ما في فكر حمدان، وهو قدرته على التفكير الاستراتيجي حيث لم تكن الجغرافيا لديه إلاّ رؤية استراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغرافي وبشري وحضاري ورؤية للتكوينات وعوامل قوتها وضعفها، وهو لم يتوقف عند تحليل الأحداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما سعى إلى وضعها في سياق أعم وأشمل وذو بعد مستقبلي أيضا. ولذا فان جمال حمدان، عاني مثل أنداده من كبار المفكرين الاستراتيجيين في العالم، من عدم قدرة المجتمع المحيط بهم على استيعاب ما ينتجونه، إذ انه غالبا ما يكون رؤية سابقة لعصرها بسنوات، وهنا يصبح عنصر الزمن هو الفيصل للحكم على مدى عبقرية هؤلاء الاستراتيجيون.
وإذا ما طبقنا هذا المعيار الزمني على فكر جمال حمدان، نفاجأ بان هذا الاستراتيجي كان يمتلك قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل متسلّحاً في ذلك بفهم عميق لحقائق التاريخ ووعي متميز بوقائع الحاضر، ففي عقد الستينات، وبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، والزحف الشيوعي الأحمر يثبت أقدامها شمالاً وجنوباً، أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وكان ذلك في 1968، فإذا الذي تنبأ به يتحقق بعد إحدى وعشرين سنة، وبالتحديد في عام 1989، حيث وقع الزلزال الذي هزّ أركان أوروبا الشرقية، وانتهى الأمر بانهيار أحجار الكتلة الشرقية، وتباعد دولها الأوروبية عن الاتحاد السوفيتي، ثم تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتينفسه عام 1991.
فضحه أكاذيب اليهود:
كان جمال حمدان صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيلالذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، واثبت في كتابه"اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين"بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهوديةفي القرن الثامنالميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات"آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة أو "السّبط الثالث عشر" بالإشارة إلى أسباط اليهود الإثني عشر. وقد صدر كتاب كوستلر عام 1976.
يُعدُّ جمال حمدان واحداً من ثلة محدودة للغاية من المثقفين العرب الذين نجحوا في حل المعادلة الصعبة المتمثلة في توظيف أبحاثهم ودراساتهم من أجل خدمة قضايا الأمة، حيث خاض من خلال رؤية استراتيجية واضحة المعالم معركة شرسة لتفنيد الأسس الواهية التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين.
إذا كان الباحث المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري قد نجح من خلال جهد علمي ضخم في تفكيك الأسس الفكرية للصهيونية، فإن جمال حمدان كان سباقاً في هدم المقولات الإنثروبولوجية التي تعد أهم أسس المشروع الصهيوني، حيث أثبت أن إسرائيل، كدولة، ظاهرة استعمارية صرفة، قامت على إغتصاب غزاة أجانب لأرض لا علاقة لهم بها دينياً أو تاريخياً أو جنسياً، مشيراً إلى أن هناك "يهوديين" في التاريخ، قدامى ومحدثين، ليس بينهما أي صلة أنثروبولوجية، ذلك أن يهود "فلسطين التوراة" تعرضوا بعد الخروج لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرناً من الشتات في المهجر: خروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية، ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر، وأقترن هذا بتزاوج واختلاط دموي بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئاً مختلفاً كلية عن اليهود القدامى.
في وقت كان الصهاينة يروجون لأنفسهم كأصحاب مشروع حضاري ديمقراطي وسط محيط عربي إسلامي متخلف، لم تخدع تلك القشرة الديمقراطيةالصهيونية المضللة عقلية لامعة كجمال حمدان، كما أنه لم يستسلم للأصوات العربية الزاعقة التي لا تجيد سوى الصراخ والعويل، واستطاع من خلال أدواته البحثية المحكمة ان يفضح حقيقة إسرائيل، مؤكدا "أن اليهوديةليست ولا يمكن أن تكون قومية بأي مفهوم سياسي سليم كما يعرف كل عالم سياسي، ورغم أن اليهود ليسوا عنصراً جنسياً في أي معنى، بل "متحف" حي لكل أخلاط الأجناس في العالم كما يدرك كل أنثروبولوجي، فإن فرضهم لأنفسهم كأمة مزعومة مدعية في دولة مصطنعة مقتطعة يجعل منهم ومن الصهيونية حركة عنصرية أساساً".
على الرغم من أن البعض استغرب مطالبة رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارونالفلسطينيين الاعتراف بـ"إسرائيل كدولة يهودية "، وهو الأمر الذي روج له الرئيس الأمريكي جورج بوشفي قمة العقبة، فان جمال حمدان كشف قبل نحو ثلث قرن تلك الحقيقة الطائفية البحتة للمشروع الصهيوني، ووصف في كتابه " استراتيجية الاستعماروالتحرير" إسرائيل بأنها " دولة دينية صرفة، تقوم على تجميع اليهود، واليهودفقط، في جيتو سياسي واحد، ومن ثم فأساسها التعصب الديني ابتداء، وهي بذلك تمثل شذوذاً رجعياً في الفلسفةالسياسية للقرن العشرين، وتعيد إلى الحياة حفريات العصور الوسطىبل القديمة".
أدرك حمدان مبكرا من خلال تحليل متعمق للظروف التي أحاطت بقيام المشروع الصهيوني أن "الأمن" يمثل المشكلة المحورية لهذا الكيان اللقيط، واعتبر ان وجود إسرائيل رهن بالقوة العسكرية وبكونها ترسانة وقاعدة وثكنة مسلحة، مشيرا إلى أنها قامت ولن تبقى -وهذا تدركه جيداً- إلا بالدم والحديد والنار. ولذا فهي دولة عسكرية في صميم تنظيمها وحياتها، ولذا أصبح جيشها هو سكانها وسكانها هم جيشها.
حدد جمال حمدان الوظيفة التي من أجلها أوجد الاستعمار العالمي هذا الكيان اللقيط، بالاشتراك مع الصهيونيةالعالمية، وهي ان تصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكرياً، ورأس جسر ثابت استراتيجياً، ووكيل عام اقتصادياً، أو عميل خاص احتكارياً، وهي في كل أولئك تمثل فاصلاً أرضياً يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وإسفنجة غير قابلة للتشبع تمتص كل طاقاتها ونزيفاً مزمناً في مواردها".
رؤيته المستقبلية الإستراتيجية
هذه القدرة على استشراف المستقبل تبدو واضحة أيضا، في توقع جمال حمدان لسعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات من أجل حشد أكبر عدد من الحلفاء ضد العالم الإسلامي، حيث أكد انه "بعد سقوط الشيوعيةوزوال الاتحاد السوفيتي، أصبح العالم الإسلاميهو المرشح الجديد كعدو الغرب الجديد. وإلى هنا لا جديد. الجديد هو أن الغرب سوف يستدرج خلفاء الإلحاد والشيوعية إلى صفه ليكوّن جبهة مشتركة ضد العالم الإسلاميوالإسلام، باعتبارهم العدو المشترك للاثنين، بل لن يجد الغرب مشقة في هذا، ولن يحتاج الأمر إلى استدراج: سيأتي الشرق الشيوعي القديم ليلقي بنفسه في معسكر الغرب الموحد ضد الإسلاموالعالم الإسلامي"، وهو ما تحقق بالفعل، حيث وضع صموئيل هنتنجتونSamuel Huntington في كتابه صدام الحضاراتالخطوط الفكرية العريضة لهذا الحلف، فيما يخوض المحافظون الجدد في البيت الأبيضغمار معاركه الفعلية، في إطار ما بات يعرف بالحرب على الإرهاب، والتي لا تخرج عن كونها ستارا لحرب شاملة على الإسلام.
من الرؤى المستقبلية التي طرحها جمال حمدان، وتبدو في طريقها إلى التحقق، تلك النبوءة الخاصة بانهيار الولايات المتحدة، حيث كتب حمدان في بداية التسعينات يقول: "أصبح من الواضح تمامًا أن العالم كله وأمريكايتبادلان الحقد والكراهيـة علنًا، والعالم الذي لا يخفي كرهه لها ينتظر بفارغ الصبر لحظة الشماتة العظمى فيها حين تسقط وتتدحرج، وعندئذ ستتصرف أمريكاضد العالم كالحيوان الكاسر الجريح"، ومضى مضيفاً: "لقد صار بين أمريكاوالعالم "تار بايت" أمريكاالآن في حالة "سعار قوة" سعار سياسي مجنون، شبه جنون القوة، وجنون العظمة، وقد تسجل مزيدًا من الانتصارات العسكرية، في مناطق مختلفة من العالم عبر السنوات القادمة، ولكن هذا السعار سيكون مقتلها في النهاية".
يلفت حمدان إلى أن"الولايات المتحدة تصارع الآن للبقاء على القمة، ولكن الانحدار لأقدامها سارٍ وصارمٍ والانكشاف العام تم، الانزلاق النهائي قريب جدًا في انتظار أي ضربة من المنافسين الجدد ـ أوروبا، ألمانيا، اليابان". وتوقع "أن ما كان يقال عن ألمانيا والياباناستراتيجيًا سيقال عن أمريكاقريبًا، ولكن بالمعكوس، فألمانياواليابان عملاق اقتصادي وقزم سياسي - كما قيل - بينما تتحول أمريكاتدريجيًا إلى عملاق سياسي وقزم اقتصادي" وتلك الرؤية تبدو في طريقها إلى التحقق - ولو ببطء - وتدل على ذلك الآلاف من حالات الإفلاس والركود الذي يعاني من الاقتصاد الأمريكي، مقابل نمو اقتصادي متسارع للاتحاد الأوروبي واليابان، ولم تكن مفاجأة أن العملة الأوروبية الموحدة"اليورو" حققت معدلات قياسية مقابل الدولارالأمريكي في فترة وجيزة.
من الاستشراقات المهمة التي تضمنتها أوراق جمال حمدان، تلك المتعلقة بعودة الإسلامليقود من جديد، حيث يقول "يبدو لي أن عودة الإسلام أصبحت حقيقة واقعة في أكثر من مكان، عودة الإسلام حقيقة ودالة جدًا تحت ناظرينا"، ويلفت إلى انه " في الوقت نفسه يبدو أن ديناميات الإسلامتختلف تمامًا، فقديمًا كان الإسلام يتقلص في تراجع نحو الجنوب في جبهته الأوربية وجنوب جبـهته الإفريقية، الآن هناك عودة الإسلام في أوروبا خاصة في طرفيها أسبانيا وآسيا الوسطى، إضافة إلى هجرة المسلمين إلى قلب أوروبا". وحتى فيما يتعلق بنظرة جمال حمدان إلى علم الجغرافيا، الذي منحه عمره كله الا قليلا، نجد انه شكل بمفرده مدرسة راقية في التفكير الاستراتيجي المنظم، مزج فيها بطريقة غير مسبوقة ما بين علم الجغرافيا، الذي لا يتعدى مفهومه لدى البعض نطاق الموقع والتضاريس، وعلوم التاريخوالاقتصاد والسياسة، ليخرج لنا مكونا جديدا اسماه " جغرافيا الحياة". وأوضح حمدان في مقدمة كتابه الموسوعي"شخصية مصر"، المقصود بتلك الجغرافياموضحا أنها: "علم بمادتها، وفن بمعالجتها، وفلسفة بنظراتها.. وهذا الرؤية ثلاثية الأبعاد في التعاطي مع الظاهرة الجغرافية تنقل عالم الجغرافيامن مرحلة المعرفةإلى مرحلة التفكير، ومن جغرافية الحقائق المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرفيعة.
ومن المؤسف بعد ذلك كله، أن جمال حمدان عانى من تجاهل ونسيان لأكثر من ثلاثين عاماً قضاها منزوياً في شقته الضيقة، ينقب ويحلل ويعيد تركيب الوقائع والبديهيات، وعندما مات بشكل مأساوي، خرج من يتحدث عن قدرة خارقة لحمدان على التفرغ للبحث والتأليف بعيداً عن مغريات الحياة، كما لو كان هذا الانزواء قراراً اختيارياً وليس عزلة فرضت عليه لمواقفه الوطنية الصلبة، وعدم قدرة المؤسسات الفكرية والمثقفين العربعلى التعاطي مع أفكاره التي كانت سابقة لزمانها بسنوات.
وفاته
عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق، ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة أحداث الوفاة.
اكتشف المقربون من د.حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابة عن اليهوديةوالصهيونية و يقع في ألف صفحة و كان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن يوم الأحد والكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي كتبه سنة 1965 ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك لدرجة أنه أصبح كتاباً جديداً. والكتاب الثالث: عن علم الجغرافيا، مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود. و مما يؤكد حتمية قتله ما رواه اشقائه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكاناً. و أمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلاً وامرأة خواجات. سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.
وقد فجّر رئيس المخابرات السابق أمين هويديمفاجأة من العيار الثقيل، حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان، وأكد هويدي أن لديه ما يثبت أن الموسادالإسرائيلي هو الذي قتل حمدان.
مؤلفاته
ترك الدكتور جمال حمدان 29 كتاباً و79 بحثاً ومقالة، أشهرها كتاب "شخصية مصر - دراسة في عبقرية المكان"، ومات ولم يتزوج.
مؤلفاته العربية التي نشرت باللغة العربية:
- دراسات في العالم العربي، القاهرة، 1958
- أنماط من البيئات، القاهرة، 1958
- دراسة في جغرافيا المدن، القاهرة، 1958
- المدينة العربية، القاهرة، 1964
- بترول العرب، القاهرة، 1964
- الاستعمار والتحرير في العالم العربي، القاهرة، 1964
- اليهود أنثروبولوجيا، كتاب الهلال، 1967
- شخصية مصر، كتاب الهلال، 1967
- استراتيجية الاستعمار والتحرير، القاهرة، 1968
- مقدمة كتاب القاهرةلديزموند ستيوارت، ترجمة يحيى حقي، 1969
- العالم الإسلامي المعاصر، القاهرة 1971
- بين أوروباوآسيا، دراسة في النظائر الجغرافية، القاهرة، 1972
- الجمهورية العربية اللليبية، دراسة في الجغرافيا السياسية، القاهرة، 1973
- 6 أكتوبرفي الاستراتيجية العالمية، القاهرة، 1974
- قناة السويس، القاهرة، 1975
- أفريقيا الجديدة، القاهرة، 1975
- موسوعة شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان4 أجزاء، القاهرة، 1975- 1984
مؤلفاته وبحوثه المنشورة باللغة الإنجليزية:
- Population of the Nile Mid - Delta, past and present, Reading University, June 1953
- Khartum : study of a city, Geog. Review, 1956
- Studies in Egyptian Urbanism, Cairo, 1960
- Evolution of irrigation agriculture in Egypt, in : A history of land use arid regions, ed. L. Dublet Stamp, Unesco, Paris, 1961
- Egypt, the land and the people, in: Guide book to geology, 1962
- Pattern of medival urbanism in arab world, Geog. Review, April 1962
- Political map of the new Africa, Geog. Review, October 1963
- The four dimensions of Egypt