الوعي.مصنع السلم الأهلي - ريمون هنود
- التفاصيل
- المجموعة: إصدارات جديدة
- نشر بتاريخ الأربعاء, 26 تشرين2/نوفمبر 2014 15:39
- كتب بواسطة: fakihlib
- الزيارات: 4718
المؤلف: ريمون ميشال هنود
مقدّمة الكتاب
دحضتُ في كتابي السابق "من أجل صحوة تحقق التغيير"، كل المزاعم المدَّعيَّة بأن "ولاية الفقيه" ستولد في لبنان لا محالة، واليوم في كتابي الثاني الحالي "الوعي مصنع السلم الأهلي" عدت وقدمت كل البراهين الدالة على استحالة ولادة تلك الولاية في لبنان، بالتوازي مع استحالة ولادة المشروع الفيديرالي، أما المشروع التكفيري فما دام هناك أكثرية شعبية في لبنان وسوريا والعراق تتصدّى لتخلفه وإرهابه، فما من خطر بولادته في هذه البلدان. هذا الكتاب في جزئه الأول موجَّهٌ إلى شباب تيار المستقبل، أو كما أسميتهم أحفاد القوميِّين العرب، لأن آباءهم وأجدادهم
ناضلوا وحققوا الانتصارات المجيدة على المشاريع الامبرياليَّة في العام 1958 وخصوصاً ضدَّ حلف بغداد إيزنهاور. وفي العام 1982 هزموا ضمن صفوف جبهة المقاومة الوطنيَّة، والتي ضمَّت آنذاك أحزاب الشيوعي والقومي والبعث والمرابطون وحركة أمل، الجيش الصهيوني الذي غزا جنوب لبنان والجبل وصولاً إلى العاصمة بيروت، وأجبروه في بيروت على الاستنجاد عبر مكبرات الصوت قائلا عبر ضباطه وجنوده: "يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار علينا نحن منسحبون"، بعد عملياتٍ بطوليَّة لأحزاب تلك الجبهة.
من هنا، أدعو في كتابي هذا أيضاً إلى وحدة الأحزاب الوطنيَّة التي هزمت الجيش الصهيوني عام 1982 في بيروت وعام 1983 في الجبل، وعام 1985 في صيدا وصولاً إلى النبطيَّة. لقد كان الأجداد من القوميين العرب، فلِمَ انحرف الأحفاد؟ انحرفوا لأنَّ التّغرير بهم نجح عبر جعلهم يقتنعون بأنَّ هناك فعلاً خطرٌ فارسي سيغزو لبنان ويحكم بأمره ويذبح بأظافره، وكأن الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله ليسا ضمن محورٍ يضمُّ روسيا والصين وكوريا الشماليَّة ودول القارة الأميركيَّة اللاتينية بقيادة فنزويلا شافيز ومادورو، ودول البريكس وسوريا. وكل هذه الدول ترفض قيام دولة دينيَّة في لبنان تحت أيِّ مسمىً.
في الجزء الأول من الكتاب أُذكِّر شباب تيار المستقبل بنضالات أجدادهم ضدّ النقطة الرابعة والدفاع المشترك ومشروع روجرز في خمسينيات وسيتينيات القرن المنصرم كما أذكرهم بمشاريع جون فوستر دالاس وزبيغيينو بريجنسكي، وبرنارد لويس، المعدَّة للبنان والمنطقة العربية وأذكرهم بالأعمال الإرهابيَّة ضمن لائحة طويلة، والتي قامت بها عاصمة بلاد العم سام واشنطن مع مواضيع أخرى جدُّ خطيرة وهامة. وفي الجزء الثاني من الكتاب أتحدث عن الحركات التكفيريَّة الدينية، وعن هوية صنَّاعها والهدف من صناعتها، وعن الفكر التكفيري الهستيري، الذي يرفض كل أشكال النقاش معه، ويعتبر أن سراطه هو المستقيم بمفرده، وأتحدث عن الوضع في سوريا، وكيف حيكت المؤامرة ضدها. أما في الجزء الثالث الذي عنونته بجملة اللي في قلبي على لساني، أتحدث فيه عن عنصرية اللبناني وطائفيته ومذهبيته وفئويته ومناطقيته، عارضاً لعشرات الصور والحوادث التي حصلت معي أنا شخصيّاً إن في صفوف عائلتي أو في الشارع، والعنصرية والطائفيَّة ليسا وليدة يومنا هذا إنما يعاني لبنان منهما منذ العام 1840 أقله وهذا ما دفع يوماً بالشاعر يوسف النعيمي ابن بلدة راسكيفا قضاء زغرتا الزاوية بالقول:
كلــــــــنا للـفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتن للبــــــــــــــــــــــــــــلاد للألـــــــــــــــــــــم
ما عـــــــــــــــرانا اتصــــــــــال ما عـــرانــــــــــــــــا ائتـــــــــــلاف
كلـــــــــــــــنا في انفصــــــــال كلّـــــــــــــــــــــنا في اخــــــتلاف
ســـــــــــهـلــــــــــــــــــنا والجـــــــبل مَنـــــــــــــــــــــــــــبِتٌ للشــــــــــــــــــــقاء
قولنا والعمل في سبيل الفناء
من هنا كنت ولا أزال أعوّل على عنصر الشباب لإحداث التغيير المنشود في الذهنية الطائفيَّة.