مفهوم حرية الرأي والاعتقاد: نشاته وتطوره وتطبيقاته حول العالم
- التفاصيل
- المجموعة: المقالات
- نشر بتاريخ الأربعاء, 26 شباط/فبراير 2014 19:09
- كتب بواسطة: د محمد نعنة فقيه
- الزيارات: 18153
الصفحة 1 من 3
* ماذا يعني مفهوم حرية الرأي والتعبير من الوجهة القانونية وتطبيقاته؟
* الاستخدام الاستنسابي لهذا المفهوم حول العالم.
* حرية الرأي والتعبير بين أن تكون حاجة للتطوّر الاجتماعي أو حاجة لتوطيد السلطة.
* الإسلام وحرية الاعتقاد بما في ذلك حرية الكفر لمن شاء الكفر.
تعريف مفهوم حرية الرأي والتعبير:
كما هي العادة في مختلف مجالات العلوم الإنسانية، تتعدّد التعريفات حول المفاهيم الأساسية فيها، وعلى الرغم من وضوح أهداف ومضامين مفهوم حرية الرأي والتعبير، إلاّ أن الاختلاف حول تحديده بشكل واضح وصريح كبير ويرجع هذا الاختلاف بشكل أساسي إلى اختلاف ظروف تطبيقه من جانب القوى السياسية الكبرى في العالم والتي تولي اهتمامها لهذا الجانب أو ذاك على حساب جوانب أخرى منه تبعاً لمصالحها السياسية.
وعلى الرغم من ذلك، فيمكن تعريفه بأنه التجسيد لمجموعة من القوانين والعادات والقيم والأعراف التي تضمن للمواطن أو لجماعات من المواطنين الحرية في التعبير عن أفكارها وآرائها وممارسة طقوسها الدينية والتعبير عن معتقداتها الخاصة حول الحياة والدّعوة لها عن طريق الكلام أو الكتابة أو من خلال عمل فني بمختلف أنواعه، بدون رقابة أو قيود حكومية، على أن لا تشكّل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقا لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير أو تتضمّن ما يمكن اعتباره تدخلاً بشأن شخصي لشخص آخر أو إهانة لمعتقداته الدينية.
ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة و حرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية التي تقف في تحركاتها وشعاراتها عند حدود عدم الإساءة للتكوينات الأخرى التي تتكوّن منها الجماعة.
بالنسبة لحدود حرية الرأي والتعبير فانه يعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول أو المجاميع المانحة لهذه الحرية قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق والطوائف والديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دوراً في تغيير حدود الحريات.
بدايات الدعوات لحرية الرأي و التعبير:
يتفاجأ كثيرون حين نتكلّم بأن النّص الديني الإسلامي هو أول النصوص المعروفة في التاريخ التي دعت إلى حرية الرأي والاعتقاد بما فيها حرية الكفر، وقد تعود المفاجأة في ذلك أن الشائع عن الإسلام بأنه دين استبدادي تبعاً لما وسمه السلاطين الذين حكموا باسم الإسلام هذا الدين من طغيان واستبداد على مرّ العصور الإسلامية منذ الانقلاب الأموي الذي حوّل الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض وأصبح الهدف الأعلى للسلطات هو كيف تحافظ على تسلّطها وليس على إحقاق الحق ونشر العدالة التي جاء النّص الديني الإسلامي ليبشر بها ويدعو إليها.
فقد كفل النّص الديني الإسلامي لمعتنقي الديانات الأخرى (اليهودية والمسيحية والمجوسية) حق التعبّد وإقامة المعابد وممارسة كامل شعائرهم الدينية بحرية تامة، كما أنّه ضمن للكفّار حقّ الكفر بمنطوق السورة التي نزلت بالكافرين والتي تنصّ بما لا يخالجه أي شك أو ريب بحقهم بالكفر حيث تقول تلك السورة:
- السابق
- التالي >>