تضجّ رواية "علي ونينو" بالأفكار والمواقف الإنسانية المفعمة بالجرأة والبأس والحب والرّقّة، وتجمع ما بين عميق الوعي الحضاري والثقافي للمؤلف وأصالة التجربة الانسانية العاطفية التي يقدمها للقارئ والتي علّها تكون أقرب إلى مذكرات شخصية لرجل تمسّك بعراقة انتمائه الديني والفكري والحضاري قذفت به تقلبات الأوضاع السياسية في بلاده خارج دائرة انتمائه الطبيعي وفرضت عليه خوض غمار الحياة بقسوة بالغة.
ظهرت هذه القصة لأول مرة في فيينا عام 1937 باللغة الألمانية، تمّ تصنيفها، بعد انتصار النازية في المانية والنمسا، من الأدب المعادي للنازية، وقد تمّت مصادرة نسخها وإتلافها ودخلت في عالم النسيان حتى اكتشفتها السيدة الانكليزية جينيا جرامان التي اعتبرتها جوهرة ضائعة فترجمتها إلى الانكليزية حيث لاقت هذه الترجمة اهتماماً كبيراً من متذوقي الفن الروائي وتلقفها النقّاد باهتمام بالغ.
وممّا قاله النقّاد في هذه الرواية نقتطع بعض المقاطع القصيرة الواردة في عدد من الصحف الأجنبية وأخيراً مما جاء في جريدة "الشرق الأوسط" حول الترجمة العربية الرّاهنة لها:
"نسيج عاطفي ساحر، غني، مثير، إشعاعات فرح مشبعة بالحزن، تتلوّن الأحداث وتتقزّح صفحة إثر أخرى..."
the Plain Dealer
"كتاب مدهش، بعد قراءته أشعر أني أقرأه دائماً، وأني انغمستُ في أرقّ قصة حبٍّ، وأمتع المغامرات".
Micheal Feld
"The Toronto Globe and Mail"
"مؤثر وجميل... رؤية حيّة وفريدة لأثر تصادم الحضارات على عاشقين من حضارتين واضحتي الاختلاف."
"News Week"
"يستبدّ بك إحساس غريب، وكأنك تنبش كنزاً ثميناً دفيناً... انه ملحمة توضح أثر الاختلاف الحضاري وتأثيره على المتمسك بثقافته في مواجهة هيمنة حضارة أخرى".
"The New York Times"
“الرواية تدبّ فيك، وتصبح جزءاً من كيانك بحيث يصعب الانقطاع عنها لأي شاغل. فهي، مع حجمها المتوسط، تكاد تحيط بما يحيطه كتاب بآلاف الصفحات. قصة حب تمسّ تفاصيلها أعمق الهواجس الانسانية. أحداثٌ سياسية داخلية غاية في الكثافة بين القوى الوطنية الاسلامية والمسيحية وقوى التأثير الخارجي. أحداث الحرب الأولى وأطرافها الغربية والشرقية. دقائق الحياة الداخلية للبيت الاسلامي التقليدي، وأبهاء الحريم. العناية بالحبكة التي تشدّ القارئ إلى جانب الميل الدائم إلى وقفات التأمل الروحي والفكري. كل هذه الخطوط تتقاطع في شبكة غاية في العفوية والإحكام، بحيث تبدو اللذة والمتعة والغنى الفكري هدف الكاتب”.
فوزي كريم
جريدة "الشرق الأوسط"